للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجلا ضعيفًا، وكنت أعمل القداح (١) أنحتها في حجرة زمزم، فوالله إنّي لجالس فيها أنحت القداح، وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرّنا ما جاء من الخبر، إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجر رجليه حتّى جلس على طُنْبِ الحجرة (٢)، فكان ظهره إلى ظهري، فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم! فقال أبو لهب: هلُمّ إليّ يا ابن أخي، فعندك الخبر! فجلس إليه والناس (٣) قيام عليه، فقال: يا ابن أخي أخبرني، كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شيء، والله إن كان إلا أن لقيناهم فمنحناهم اكتافنا يقتلوننا ويأسرون كيف شاؤوا! وايمُ الله، مع ذلك ما لمتُ الناس، لقينا رجالا بيضًا على خيل بُلْق (٤) بين السماء والأرض ما تُلِيق شيئًا (٥) ولا يقوم لها شيء. قال أبو رافع - رضي الله عنه -: فرفعت طرف الحجرة


(١) القداحَ: جمع قَدَحٍ: وهو الَّذي يؤْكل فيه، وقيل: جمع قِدْحٍ وهو السهم الَّذي كانوا يَسْتَقْسِمون، أَو الَّذي
يُرْمى به عن القوس.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٥٥٤ (قدح).
(٢) الطُّنْبُ والطُّنُبُ: معًا حَبْل الخِباءِ والسُّرادقِ ونحوهما، وطنب الحجرة: جانبها المسدل.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٥٦٠ (طنب).
(٣) من (ت).
(٤) البُلْق: بلَقُ الدابة، والبَلَقُ سواد وبياض، وكذلك البُلْقة بالضم.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٢٥ (بلق).
(٥) يقال: فلان لا يليق شيئًا، أي: ما يحبس شيئًا ولا يمسكه، ويقال: ما أَلاقَني أي: ما حبسني أي: لا يحبس =

<<  <  ج: ص:  >  >>