للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي معنى الآية وجهان: أن تجعل الكلام مختصرًا تقديره: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كإيمان من آمن بالله، وجهاد من جاهد في سبيل الله، وهذا كما تقول: السخاء حاتم، والشعر زهير (١). قال الشاعر (٢):

لَعَمْرُكَ مَا الفِتْيانُ أنْ تَنْبتَ اللِّحَى ... ولكِنَّمَا الفِتيانُ كُلُّ فَتى نَدِي

والوجه الآخر: أن تجعل السقاية والعمارة بمعنى الساقي والعامر، تقديره: أجعلتم ساقي الحاج (٣) وعامر المسجد الحرام. كقوله {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (٤)، أي: للمتقين (٥). يدل على هذا التأويل


(١) انظر هذا المعنى في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٢٧، "جامع البيان" للطبري ١٠/ ٩٦ - ٩٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٩١.
(٢) لم أهتد إليه، والبيت في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٢٧ أنشده الكسائي، "جامع البيان" للطبري ١٠/ ٩٧، "مغني اللبيب" لابن هشام (ص ٩٠٧)، و"شرح شواهد المغني" للسيوطي ٢/ ٩٦٤ بغير نسبة في الجميع.
(٣) في حاشية الأصل: في نسخة: الحجّ.
(٤) طه ٢٠/ ١٣٢.
(٥) ذكر هذا الوجه البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٢٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٩١.
وهناك وجه ثالث ذكره الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٤٣٨: المعنى: أجعلتم أهل سقاية الحاج وأهل عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد.
قال ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤١٠: فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، وذكر هذا الوجه أيضًا النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ١٩٣، =

<<  <  ج: ص:  >  >>