للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأنصار! ما هذا الذي بلغني عنكم؟ " فقالوا: هو الذي بلغك -وكانوا لا يكذبون- فقال: "ألم تكونوا ضلالًا فهداكم الله بي، وكنتم أذّلة فأعزّكم الله بي، وكنتم وكنتم".

فقال سعد بن عبادة: ائذن لي فأتكلّم، فقال: تكلّم، فقال: أما قولك كنتم ضلالًا فهداكم الله بي، فكنّا كذلك، وأما قولك كنتم أذلّة فأعزّكم الله بي (١) فقد علمت العرب أنه ما كان حيّ من أحياء العرب أمنع لما وراء ظهورهم منّا. فقال عمر - رضي الله عنه -: يا سعد أتدري من تكلم؟ قال: يا عمر أكلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لو سلكت الأنصار واديًا لسلكت وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت أمرءًا من الأنصار، الأنصار كرشي وعيبتي (٢)، فاقبلوا من مُحسِنهم وتجاوزوا عن مسيئهم". ثم قال: "يا معشر الأنصار أما ترضون أن ينقلب الناس بالشاء والإبل وتنقلبوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيوتكم؟ " فقالت الأنصار: رضينا عن الله ورسوله، والله ما قلنا ذلك إلا ضِنّا (٣) بالله


(١) بي: زيادة من (ت).
(٢) قال ابن الأثير: "أراد أنهم بطانته وموضع سرّه وأمانته، والذين يعتمد عليهم في أموره، واستعار الكرش والعيبة لذلك؛ لأن المجترّ يجمع علفه في كرشه، والرجل يضع ثيابه في عيبته.
"النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٤/ ١٦٣، وانظر أيضًا ٣/ ٣٢٧.
(٣) قال ابن الأثير: أي بخلًا به وشحًّا أن يشاركنا فيه غيرنا. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>