للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورسوله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم". فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فقال: "أما إن خطيب الأنصار لو قال: كنتَ طريدًا فآويناك، وكنت خائفًا فأمّنّاك (١)، وكلنت مخذولًا فنصرناك، وكنتَ وكنتَ لكان قد صدق" فبَكتِ الأنصار، وقالوا (٢): بل الله ورسوله أعظم علينا منّا.

قال قتادة: وذُكر لنا أن ظِئر (٣) النبي - صلى الله عليه وسلم - التي أرضعته من بني سعد أتته يوم حنين فسألته سبايا حنين (٤)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لا أملكهم؛ إنما لي نصيبي منهم، ولكن ائتيني غدًا فسليني والناس عندي، فإني إذا أعطيتك نصيبي أعطاك الناس" فجاءت الغد فبسط لها ثوبه، فقعدت عليه، ثم سألته ذلك، فأعطاها نصيبه، فلما رأى الناس ذلك أعطوها أنصباءهم (٥).

قال الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب أنهم أصابوا يومئذٍ ستة آلاف سبي (٦).


(١) في الأصل: أمناك، والتصويب من (ت).
(٢) في (ت): وقالت.
(٣) قال ابن منظور في "لسان العرب" (ظأر): الظئر مهموز: العاطفة على غير ولدها، المرضعة له من الناس والإبل، الذكر والأنثى في ذلك سواء.
وانظر أيضًا "الصحاح" للجوهري ٢/ ٧٢٩، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ١٥٤.
(٤) في (ت): يوم حنين.
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٠١ من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة .. به، وفيه: ثوبًا، بدلًا من ثوبه.
(٦) جزء من حديث أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٠٢ من طريق معمر، عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>