للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم إن ناسًا من هوازن أقبلوا مسلمين بعد ذلك فقالوا: يا رسول الله! أنت خير الناس وأبرُّ الناس، وقد أخذت أبناءنا ونساءنا وأموالنا! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن عندي من ترون، وخير القول أصدقه، اختاروا إما ذراريكم ونساءكم وإما أموالكم"، فقالوا: ما كنا نعدل بالأحساب شيئًا!

فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا فقال: "إن هؤلاء قد (١) جاءوني مسلمين وإنّا خيّرناهم بين الذراري والأموال، فلم يعدلوا بالأحساب شيئًا، (فأما ما أصاب بنو هاشم فقد رددناه إليهم) (٢)، فمن كان بيده منهم شيء فطابت نفسه أن يرده فسبيل ذلك، ومن لا فليُعطِنا، وليكن قرضًا علينا حتى نصيب شيئًا فنعطيه مكانه، (ومن لم يرد ففديته خمسون من الإبل) (٣) ".

فلما رأى الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ردّ قالوا: يا نبي الله قد رضينا وسلمنا، فقال: "إني لا أدري لعلّ منكم من لا يرضى فمُرُوا عرفاءَكم فليرفعوا ذلك إلينا".


= الأوسط" ١/ ٢٩٧، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٥/ ٤: رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"، ورجاله ثقات.
قال الألباني في "إرواء الغليل" ١/ ٢٠١ بعد سياق عدد من شواهد الحديث: وبالجملة فالحديث بهذِه الطرق صحيح.
(١) زيادة من (ت).
(٢) ما بين القوسين لم أجده في مصادر التخريج الآتية، وقد ورد في سياق موسى بن عقبة لهذِه الحادثة كما في "دلائل النبوة" للبيهقي ٥/ ١٩١ - ١٩٢، ونقله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٧/ ٦٢٨ لم أقف عليه.
(٣) ما بين القوسين لم أجده في شيء من الروايات التي وقفت عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>