للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحد منهم: إنِّي غدًا أذبح نفسي فادع إِلَى نحلتك، ثم دخل المذبح فذبح نفسه وقال: أنا أفعل ذلك لمرضاة عيسى، فلمّا كان يوم الثالث (١) دعا كل واحدٍ منهم النَّاس إِلَى نحلته، فتبع كل واحد طائفةٌ من النَّاس، واقتتلوا واختلفوا إِلَى يومنا هذا، فجميع النصارى من الفرق الثلاث (٢).

{ذَلِكَ} يعني: قول النصارى بأن المسيح ابن الله {قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ} يقولونه بألسنتهم من غير علم.

قال أهل المعاني: إن الله تعالى لم يذكر قولًا مقرونًا بذكر الأفواه والألسن إلاّ وكان ذلك القول زورًا (٣)، كقوله: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} (٤) وقوله: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} (٥) وقوله:


(١) فِي (ت) و"معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٨: ثالثه.
(٢) انظر "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٣٢ - ٤٣٣، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٧ - ٣٨.
(٣) ذكره البَغَوِيّ فِي "معالم التنزيل" ٤/ ٣٨، وابن الجوزي فِي "زاد المسير" ٣/ ٤٢٦، والقرطبي فِي "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ١١٨، والشوكاني فِي "فتح القدير" ٢/ ٤٤٢.
وذكر نحوه الراغب الأصفهاني فِي "مفردات ألفاظ القرآن" (ص ٦٥٠) قال: وكل موضع علّق الله تعالى حكم القول بالفم؛ فإشارة إِلَى الكذب، وتنبيه أن الاعتقاد لا يطابقه ..
وانظر أَيضًا "معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٢٠٠، "تفسير المصابيح" للوزير المغربي (ل ١٣٨/ أ).
(٤) آل عمران: ١٦٧.
(٥) الفتح: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>