للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجل شجاع يقال له: بولس (١)؛ قتل جملة من أصحاب عيسى عليه السلام، ثم قال لليهود: إن كان الحق مع عيسى وكفرنا وجحدنا والنار مصيرنا؛ فنحن مغبونون إن دخلوا الجنة ودخلنا النَّار، وإني أحتال فأضلهم حتَّى يدخلوا النَّار (٢)، وكان له فرس يقال له (العُقاب) يقاتل عليها، فعرقب فرسه وأظهر الندامة ووضع على رأسه التُّراب، فقال (٣) له النصارى: من أَنْتَ؟ قال: بولس عدوّكم، فنوديت من السماء ليست لك توبة إلَّا أن تتنصّر، وقد تبت. فأدخلوه الكنيسة، ودخل بيتًا سنة لا يخرج منه ليلًا ولا نهارًا حتَّى تعلّم الإنجيل، ثم خرج وقال: نوديت أن الله قبل توبتك، فصدقوه وأحبوه، ثم مضى إِلَى (بيت الله المقدس) (٤) واستخلف عليهم نسطور وعلّمه أن عيسى ومريم والإله كانوا ثلاثة، ثم توجه إِلَى الروم وعلّمهم (اللاهوت والناسوت) وقال: لم يكن عيسى بإنس فُيؤنّس، ولا بجسم فيجسّم، ولكنه ابن الله، وعلّم رجلًا يقال له: يعقوب ذلك، ثم دعا رجلًا يقال له مَلْكَا، فقال له: إن الإله لم يزل ولا يزال عيسى، فلما استمكن منهم دعا هؤلاء الثلاثة واحداً واحدًا؛ وقال لكل واحد منهم: أَنْتَ خالصتي، ولقد رأيت عيسى فِي المنام ورضي عني، وقال لكل


(١) عند البَغَوِيّ فِي "معالم التنزيل" ٤/ ٣٧: بولص.
(٢) فِي (ت): النَّاس، وهو تحريف.
(٣) فِي (ت): فقالت.
(٤) فِي (ت) و"معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٨: بيت المقدس.

<<  <  ج: ص:  >  >>