للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الكلبي: إنَّ (بختنصر) لما ظهر علي بني إسرائيل وهدم بيت المقدس وقتل منهم (١) من قرأ التوراة به، كان عزير إذ ذاك غلامًا صغيرًا، فاستصغروه ولم يقتلوه (٢)، ولم يُدرَ أنَّه يقرأ التوراة، فلما تُوفِّي مائة سنة رجعت (٣) بنو إسرائيل إِلَى بيت المقدس وليس منهم (٤) من يقرأ التوراة، وبعث الله تعالى عزيرًا ليجدّد لهم التوراة ويكون لهم آية، أتاهم عزير فقال: أنا عزير، فكذبوه وقالوا: إن كنت كما تزعم عزيرًا؛ فأمل علينا التوراة نكتبها، فكتبها وقال: هذِه التوراة، ثم إن رجلًا قال: إن أبي حدّثني عن جدّي أن التوراة جعلت فِي خابية ثم دفنت فِي (كَرْم)، فانطلقوا معه حتَّى احتفروها وأخرج التوراة، فعارضوها بما كتب لهم عزير، فوجدوها لم يغادر منه (٥) حرفًا ولا آيةً، فعجبوا وقالوا: إن الله تعالى لم يقذف التوراة فِي قلب رجل واحدٍ منّا بعد ما ذهبت من قلوبنا إلَّا لأنه ابنه، فعند ذلك قالت اليهود: عزير ابن الله.

وأما النصارى فكان شركهم أنَّهم كانوا على دين الإِسلام إحدى وثمانين سنة بعد ما رُفِع عيسى عليه السلام، يُصَلّون إِلَى القبلة ويصومون رمضان، حتَّى وقع فيما بينهم وبين اليهود حرب، وكان فِي اليهود


(١) من (ت).
(٢) فِي (ت): فاستصغره فلم يقتله.
(٣) فِي الأصل: فرجعت، والمثبت من (ت).
(٤) فِي (ت): فيهم.
(٥) فِي (ت): فلم يجدوه غادر منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>