للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نسيء، ولذلك قيل للبن إذا كُثِّر بالماء (نسيء ونسوء)، وللمرأة الحبلي إنَسُوءٌ) لزيادة الولد فيها، وقد نَسَأتُ الناقة وأنسأتُها، إذا زجرتها ليزداد سيرها (١).

قال قتادة: عَمَد ناسٌ من أهل الضلالة فزادوا صفرًا في الأشهر الحرم وكان يقوم قائمهم (٢) في الموسم فيقول: ألا إن آلهتكم قد حرَّمت المحرم، فيُحَرِمونه ذلك العام، ثم يقوم في العام المقبل فيقول: ألا إن آلتهكم قد حرمت صفرًا، فيحرمونه ذلك العام، وكان يقال لهما صفران (٣).

فأما معنى النسيء وبدء أمره على ما ذكره العلماء بألفاظ مختلفة ومعنى متفق عليه (٤)، فهو أن العرب كانت تحرم المشهور الأربعة وكان ذلك ما تمسكت به من ملة إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما


(١) "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٢٩ بنصه، وهو بنحوه في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٣٧.
وانظر: "لسان العرب" لابن منظور (نسأ).
(٢) في (ت): قائلهم.
(٣) أورده السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤٢٦ وعزاه لابن المنذر فحسب.
وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٣١ من طريق سعيد، عن قتادة .. به.
(٤) انظر أقوالهم في النسيء وأخبار النسأة في: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٣٦ - ٤٣٧، "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٢٩ - ١٣٢، "زاد المسير" لابن الجوزي ٣/ ٤٣٥، في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٧/ ٢٠٠ - ٢٠١، "إتحاف الورى بأخبار أم القرى" لعمر بن فهد ١/ ٥٨٥ - ٥٨٩، و"بلوغ المنى والظفر في بيان لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر" لابن فهد المكي (ص ٨٠ - ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>