وقصة بيض الحمام ونسج العنكبوت على الغار رويت من طرق ضعيفة عن زيد بن أرقم وأنس بن مالك والمغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -كما في "الطبقات الكبرى" لابن سعد ١/ ٢٢٩ و"كشف الأستار" ٢/ ٢٩٩، وعن الحسن البصري. وقد أوردها الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" ٣/ ١٨١ - ١٨٢ وبيّن ضعفها. وانظر أيضًا "أحاديث الهجرة" للسعود (ص ١٣٨ - ١٤٠). وأجود ما روي فيها كما قال ابن كثير رحمه الله، ما أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" ٥/ ٣٨٩، وأحمد في "المسند" ١/ ٣٤٨ (٣٢٥١) من طريق مقسم، عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية. وفيه: فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الأمر، فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ها هنا لم يكن ينسج العنكبوت على بابه. قال ابن كثير ٣/ ١٨١: هذا إسناد حسن، وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار وذلك من حماية الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم -. وذكره الحافظ في "فتح الباري" ٧/ ٢٣٦ وحسن إسناده.