للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي غير هذا الحديث: فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم تنجون. فنزلت {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} الآية كلها.

قال أبو سعيد - رضي الله عنه -: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن عليًا - رضي الله عنه - حين قتلهم وأنا معه؛ جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

وقال الكلبي: نزلت في المؤلفة قلوبهم، وهم المنافقون، قال رجل منهم يقال له أبو الجَوَّاظ: لم تقسم بالسوية، فأنزل الله تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} (٢)، أي يعيبك (٣) في أمرها ويطعن عليك فيها، يقال: لَمَزَه وهَمَزَه؛ إذا عابه، ورجل همزة لمزة.

قال رؤبة (٤):


= والآجري في "الشريعة" ١/ ٣٣٣ كلهم من طريق الأوزاعي، عن الزهريّ .. بنحوه.
(١) قول أبي سعيد هذا من تتمة حديثه المتقدم.
(٢) ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٥٣)، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٦٠، والخازن في "لباب التأويل" ٢/ ٢٣٦.
(٣) انظر "غريب الحديث" لابن قتيبة (ص ١٨٨)، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٧٤٧)، "لسان العرب" لابن منظور (لمز) ونقل السجستاني في "غريبه" (ص ٤٧٨) عن بعضهم التفريق بين الهمز واللمز بقوله: وقيل: اللمز الغمز في الوجه بكلام خفي، والهمز في القفا.
(٤) البيت في "ديوانه" (٦٤) من رجزه في أبان بن الوليد البجلي، واستشهد به الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٥٥، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٤٧، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ٣٨، والسمين الحلبى في "الدر المصون" ٦/ ٧١ على اختلاف في روايته.

<<  <  ج: ص:  >  >>