للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال (١): وكل محتاج إلى شيء فهو مفتقر إليه وإن كان غنيًا عن غيره، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} (٢) والمسكين المحتاج إلى كل شيء، ألم (٣) تر كيف حضَّ الله (٤) على إطعامه، وجعل الكفّارات من الأطعمة له، ولا فاقة أعظم من الحاجة إلى سدِّ الجَوعَة، وأما قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ} (٥) فإن تسميتهم ها هنا مساكين على جهة الرحمة والاستضعاف، لا لِمِلْكِهم السفينة؛ كما يقالُ لمن امتُحِن بنكبة، أو دُفِع إلى بَلِيَّة: مسكين.

وفي الحديث: "مساكين أهل النار" (٦).

وقال الشاعر (٧):


(١) في (ت): قالوا.
(٢) فاطر: ١٥.
(٣) في (ت): ألا.
(٤) من (ت).
(٥) الكهف: ٧٩.
(٦) لم أجده في شيء من مصنفات الحديث التي وقفت عليها.
لكن أخرج الطبري في "جامع البيان"٢٢/ ١٤٠ في تفسير سورة فاطر، من طريق أبي هلال الراسبي، عن قتادة، عن أبي السوداء قال: مساكين أهل النار، لا يموتون، لو ماتوا لاستراحوا.
وأبو السوداء لم أتبينه هل هو الحجازي الراوي عن ابن عمر، أم هو النهدي عمرو ابن عمران، وعلى كلّ فكلاهما من طبقة التابعين، وفي تسمية رواية التابعي الموقوفة عليه حديث تجوز والله أعلم.
(٧) من (ت). =

<<  <  ج: ص:  >  >>