للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما {وَابْنَ السَّبِيلِ} فالمسافر المجتاز، سمي ابن السبيل للزومه إياه، كقول الشاعر (١):

أنا ابن الحَرْب رَبَّتْني وَليدًا ... إلى أَنْ شِبت واكْتَهَلَت لَدَاتي

وقال مجاهد والزهري: لابن السبيل حق من الزكاة وإن كان غنيًا إذا كان منقطعًا به (٢).

وقال مالك وفقهاء العراق رحمهم الله: هو الحاجُّ المنقطع (٣).

وقال الشافعي: ابن السبيل من جيران الصدقة، الذين يريدون السفر في غير معصيةٍ فيعجزون عن بلوغ سفرهم إلا بمعونة (٤).


= قال أبو داود: ورواه ابن عيينة عن زيد كما قال مالك، ورواه الثوري عن زيد قال: حدثني الثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال الحاكم: هذا من شرطي في خطبة الكتاب أنه صحيح، فقد يرسل مالك في الحديث ويصله أو يسنده ثقة، والقول فيه قول الثقة الذي يصله ويسنده.
(١) لم أهتد إلى قائله، وهو في "جامع البيان" للطبري ١٥/ ١٦٥.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٦٦ عنهما.
(٣) انظر "المبسوط" للسرخسي ٢/ ٢٠٣، "المدونة الكبرى" لسحنون ٢/ ٢٩٩، و"القوانين الفقهية" لابن جزي (ص ٧٥). وهو قول أحمد بن حنبل كما في "الكافي" لابن قدامة ١/ ٣٣٦، "كشاف القناع" للبهوتي ٢/ ٢٨٤.
(٤) "الأم" ٢/ ٧٢.
وانظر أيضًا "المهذب" للشيرازي ١/ ٥٧١، "روضة الطالبين" للنووي ٢/ ٣٢١ قال ابن قدامة في "الكافي" ١/ ٣٣٦ ردًّا على ما ذهب إليه الشافعي: فأما المنشئ للسفر من بلده فليس بابن سبيل؛ لأن السبيل الطريق، وابنها الملازم لها الكائن فيها، والقاطن في بلده ليس بمسافر، ولا له حكم السفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>