للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} قراءة العامَّة بالإضافة؛ أي أذن خير لا أذن شر، وقرأ الحسن وأشهب العقيليُّ والأعشى والبُرجُميُّ (أذنٌ خير) مرفوعتين منونين (١) ومعناه: إن كان محمد كما وصفتموه؛ فإن يسمعْ منكم ويُصدّقْكم خير لكم من أن يكذبكم ولا يقبل قولكم (٢).

ثم كذبهم فقال: لا بل {يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ}؛ أي يصدقهم ويقبل منهم. يقال: (آمنت له (٣) وآمنت به) (٤) بمعنى: صدَّقته؛ كقوله: {رَدِفَ لَكُمْ} (٥) وقوله: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (٦)، أي رَدَفِكُم، ويرهبون ربهم (٧).

{وَرَحْمَةٌ} قرأ الحسن وطلحة والأعمش وحمزة (ورحمةٍ) خفضًا على معنى أذنُ خيرٍ وأذن رحمةٍ، وهي قراءة عبد الله وأبي رضي الله


(١) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥٩)، "الكامل في القراءات الخمسين" للهذلي (ل ١٩٩/ أ)، "الموضح في القراءات" لابن أبي مريم ٢/ ٥٩٨.
وهي رواية عن نافع كما في "الحجة" لابن خالويه (ص ١٧٦)، وقرأ بها أبو بكر عن عاصم من رواية الأعشى كما في "الحجة" لابن زنجلة (ص ٣١٩).
(٢) "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٦٨.
(٣) في (ت): آمنته بدل آمنت له.
(٤) في "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٦٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٦٧: يقال: آمنته، وآمنت له وهو الصواب.
(٥) النمل: ٧٢.
(٦) الأعراف: ١٥٤.
(٧) انظر "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٤٤، "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>