للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.

روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لتأخذنَّ كما أخذت الأمم من قبلكم ذراعًا بذراع وشيرًا بشبر وباعًا بِبَاع، حتى لو أن أحدًا من أولئك دخل جُحْر الضَبِّ لَدَخَلْتُمُوه" قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: اقرؤوا إن شئتم: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا} الآية. قالوا: يا رسول الله؛ كما صنعت فارس والروم وأهل الكتاب؟ قال: "فَهَلِ النَّاس إلاّ هُمْ؟ ! " (١).


(١) أخرجه بهذا اللفظ أبو يعلى في "مسنده" ١١/ ١٨٢، والطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٧٦ من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة .. به.
وإسناده ضعيف، أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني منكر الحديث كما قاله البخاري وغيره. "التاريخ الكبير" للبخاري (ص ٩٢).
ولكن أصل هذا الخبر في الصحيح، فقد أخرجه البخاري في الاعتصام -باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "لتتبعن سنن من قبلكم" (٧٣١٩) من طريق أحمد بن يونس، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع" قيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ فقال: "ومن الناس إلا أولئك؟ ".
وأخرجه أحمد في "المسند" ٢/ ٤٥٠ (٩٨١٩)، وابن ماجه في الفتن، باب افتراق الأمم (٣٩٩٤) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة .. بمعناه.
وقال: اليهود والنصارى بدل فارس والروم.
ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري في الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (٣٤٥٦)، ومسلم في العلم، باب اتباع سنة اليهود والنصارى (٢٦٦٩) بمعناه.
وقد اعترض ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٥٦ على إيراد المفسرين لهذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>