للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن علي بن يزيد (١)، عن القاسم بن عبد الرَّحْمَن (٢)، عن أبي أُمامة الباهليّ (٣) - رضي الله عنه - قال: جاء ثعلبة بن حاطب الأَنْصَارِيّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يَا رسول الله؛ ادعُ الله أن يرزقني مالًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك يَا ثعلبة؛ قليلٌ تؤدي شكره خيرٌ من كثير لا تطيقه"، ثم أتاه (٤) بعد ذلك فقال: يَا رسول الله؛ ادع الله أن يرزقني مالًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما لك في رسول الله أسوة حسنة، والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهبًا وفضة لسارت"، ثم أتاه بعد ذلك فقال: يَا رسول الله؛ ادع الله أن يرزقني مالًا، والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالًا لأعطينّ كُلّ ذي حقٍّ حَقّهُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم ارزق ثعلبة مالًا، اللهم ارزق ثعلبة مالًا"، قال: فاتخذ غنمًا فنمت كما ينمى الذرّ (٥)، فضاقت عليه المدينة، فتنحّى عنها، فنزل واديًا من أوديتها وهي تنمى كما ينمى الدّود، وكان يصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر والعصر، ويصلي في غنمه سائر الصلوات، ثم كثرت ونمت حتَّى تباعد عن المدينة، فصار لا يشهد معه - صلى الله عليه وسلم - إلَّا الجمعة، ثم كثرت ونمت فتباعد أَيضًا حتَّى كان لا يشهد جُمُعَةً ولا جماعة، فكان إذا كان يوم جمعة خرج يتلقّى النَّاس يسألهم عن الأخبار، فذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم


(١) أبو عبد الملك الدِّمشقيّ، ضعيف.
(٢) صدوق يغرب كثيرًا.
(٣) الصحابي، المشهور.
(٤) في الأصل: أتاها، والتصويب من (ت).
(٥) في حاشية الأصل: في نسخة: الدّود، وكذا هي في (ت) و"معالم التنزيل".

<<  <  ج: ص:  >  >>