للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال: "ما فعل ثعلبة"؟ قالوا: يَا رسول الله؛ اتخذ ثعلبةُ غَنَمًا ما يسعُها وادٍ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا ويحَ ثعلبة، يَا ويحَ ثعلبة، يَا ويحَ ثعلبة"، فأنزل الله تعالى آية الصدقة (١)، فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا من بني سليم ورجلًا من بني جهينة، وكتب لهما أسنان الصدقة كيف يأخذان، وقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُرّا بثعلبة بن حاطب وبرجل من بني سليم فخذا صدقاتهما"، فخرجا حتَّى أتيا ثعلبة، فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما هذِه إلَّا جِزْية، ما هذِه إلَّا أخت الجزية؛ انطلِقا حتَّى تَفْرُغَا ثم عودا إليّ، فانطلقا وسمع بهما السُّلمي، فنظر إلى خِيار أسنان إِبِلِه فعزلها للصدقة، ثم استقبلهما بها، فلما (رأوها قالوا) (٢): ما يجب (٣) هذا عليك، قال: خذاه فإن نفسي بذلك طيبة، (فأخذاها منه) (٤)، فمرّا على النَّاس وأخذا الصدقات، ثم رجعا إلى ثعلبة، فقال: أروني (٥) كتابكما، فقرأه ثم قال: ما هذِه إلَّا جزية، ما هذِه إلَّا أخت الجزية؛ اذهبا حتَّى أرى رأيي، قال: فأقبلا، فلما رآهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُكلِّمَاه قال: "يَا ويحَ ثعلبة، يَا ويحَ ثعلبة" ثم دعا للسُّلَمي بِخير، فأخبراه بالذي صنع ثعلبة، فأنزل الله تعالى فيه: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ


(١) في "معالم التنزيل": الصدقات.
(٢) في (ت): رأياها قالا.
(٣) من (ت).
(٤) ما بين القوسين من (ت).
(٥) في (ت): أرياني.

<<  <  ج: ص:  >  >>