للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغفار (١)، وكانت منازلهم حول المدينة (٢) {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ} فيه اختصار وإضمار تقديره: ومن أهل المدينة قوم (٣) {مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ}؛ أي مرنوا وجربوا عليه (٤)، يقال: تمرّد فلان على ربه، أي عتا، ومرد على معصية؛ أي مَرَنَ وثبت عليها واعتادها، ومنه المَريد والمارد، وفي المثل: تمرّدَ ماردٌ وعزّ الأبلقُ (٥).

وقال ابن إسحاق: لجُّوا فيه وأبوا غيره (٦).

وقال ابن زيد وأبان بن تغلب: أقاموا عليه، ولم يتوبوا كما تاب


(١) بنو كفار: مضى ذكر نسبهم وهم من بني ضمرة غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ومنهم الصحابي الجليل أبو ذر.
"جمهرة أنساب العرب" لابن حزم (ص ١٨٦).
(٢) انظر "أسباب النزول" للواحدي (ص ٢٦٣) وعزاه للكلبي.
وعزاه الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٣٩٦، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤٩١ لابن عباس.
وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٨٩، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٢٤٠ بلا عزو.
(٣) انظر "الكشاف" للزمخشري ٢/ ١٦٩، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٩٧.
(٤) انظر "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٦٨، "غريب الحديث" لابن قتيبة (ص ١٣٥)، "جامع البيان" للطبري ٩/ ١١.
(٥) مَارِد: حصن دومة الجندل، والأبلق: حصن للسموءل بن عاديا، قصدتهما الزّبَاء ملكة الجزيرة فلم تقدر عليهما، فقالت هذِه العبارة، فصار مثلًا لكل ما يُعَزّ ويمتنع على طالبه.
انظر "المستقصى" للزمخشري ٢/ ٣٢، "جمهرة الأمثال" للعسكري ١/ ٢٥٥، "مجمع الأمثال" للميداني ١/ ٢٢٢.
(٦) "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٥٥٣. =

<<  <  ج: ص:  >  >>