للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يريد أنهم يمرضون في كل عام مرة أو مرتين {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ} عذاب جهنم شديد فظيع.

وقال الربيع: بلايا الدنيا وعذاب القبر، ثم يردون إلى عذاب عظيم؛ عذاب جهنم (١).

وقال إسماعيل بن أبي زياد: أحد العذابين ضرب الملائكة الوجوه والأدبار، والثاني عند البعث يُوَكّلُ بهم عُنُقٌ من النار.

وقال الضحاك: مرة في القبر ومرة في النار، وقال: المرة الأولى بإحراق مسجدهم مسجد الضرار، والثاني إحراقهم بنار جهنم (٢).

وقيل: مرّة بإنفاقهم أموالهم معك وهم لك أعداء، والأخرى طاعتهم لك وقتلهم (٣) أولياءهم بأمرك (٤).


(١) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤٨٧ وعزاه لابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٨٧١ من طريق عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع .. بنحوه.
(٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٨٩ بدون عزو.
(٣) في (ت): وقتلك.
(٤) أورد أبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ٩٨ نحوه، وعزاه للحسن.
قال الطبري في "جامع البيان" ١١/ ١١ - ١٢ بعد إيراده لجملة من هذِه الأقوال: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي أن يقال: إن الله أخبر أنه يعذب هؤلاء الذين مردوا على النفاق مرتين، ولم يضع لنا دليلًا نتوصل به إلى علم صفة ذينك العذابين، وجائز أن يكون بعض ما ذكرنا عن القائلين ما أنبئنا عنهم. وليس عندنا علم بأي ذلك من أي. غير أن في قوله جل ثناؤه: {ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} دلالة على أن العذاب في المرتين كلتيهما قبل دخولهم النار، والأغلب من إحدى المرتين أنها في القبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>