وعزا ابن الجوزي ٣/ ٥٠١ هذا القول لسعيد بن جبير وقتادة وأبي سلمة بن عبد الرحمن والضحاك ومقاتل أيضًا. وهو قول مالك فيما حكاه القرطبي عنه في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٢٦٠. واختار هذا القول ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٨٢، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٢٦٠، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ١٠٢ وقالوا إنه أليق بالقصة. واختار القول الأول ابن جرير الطبري في "جامع البيان" ١/ ٢٨ حيث قال: وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: هو مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لصحة الخبر بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومال ابن تيمية في "منهاج السنة" ٧/ ٧٤ إلى الجمع بين القولين، حيث ذكر أن الآية نزلت بسبب مسجد قباء، ثم قال: لكن الحكم يتناوله ويتناول ما هو أحق منه بذلك، وهو مسجد المدينة، وهذا يوجّه ما ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه سئل عن المسجد الَّذي أسس على التقوى، فقال: هو مسجدي هذا. وقال في "مجموع الفتاوى" ٢٧/ ٤٠٦: .. فتبين أن كلا المسجدين أسس على التقوى، لكن مسجد المدينة أكمل في هذا النعت، فهو أحق بهذا الاسم، ومسجد قباء كان سبب نزول الآية .. وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٧/ ٢٤٥: أن السرّ في جوابه - صلى الله عليه وسلم - بأن المسجد الَّذي أسس على التقوى مسجده، رفع توهم أن ذلك خاصّ بمسجد قباء. (٢) رواية علي بن أبي طلحة أخرجها الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٢٧، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٨٨١ من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة .. به. ورواية عطية العوفي أخرجها الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٢٧.