للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمّ، جزيت عني خيرًا، كفلتني صغيرًا، وحضنتني (١) كبيرًا، فجزيت عني خيرًا، يا عمَّاه، أَعِنِّي على نفسك بكلمةٍ أشفعُ لك بها عند الله يوم القيامة" قال: وما هي يا ابن أخي؟ قال: "قل: لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له" قال: إنك لي لناصح، والله لولا أن تُعَيَّرَ بها بعدي يقال: جَزعَ عَمُّك عند الموت؛ لأقررت بها عينك، قال: فصاح القوم: يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية مِلّة الأشياخ، فقال: على ملة الأشياخ، لا تَحدّثُ نساء قريش أني جزعت عند الموت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أزال أستغفر لك ربي حتَّى يردّني"، فاستغفر له بعدما مات، فقال المسلمون: ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوي قرابتنا وقد استغفر إبراهيم -عليه السلام- لأبيه، وهذا محمد - صلى الله عليه وسلم - يستغفر لعَمِّه فاستغفر المسلمون للمشركين، فنزلت هذِه الآية (٢).


(١) عند الواحدي: وحطتني.
(٢) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٥٠٥ لابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٨٩٤ من طريق العنقزي، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب .. به مختصرًا.
وأسنده الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٦٧ - ٢٦٨) من طريق جعفر بن عون، عن موسى بن عبيدة .. عنه بتمامه.
وذكر القدر المختصر منه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٥٠٧ ثم حكى عن أبي الحسين المنادي أنَّه قال: هذا لا يصحّ، إنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمّه "لأستغفرن لك ما لم أنَّه عنك" قبل أن يموت، وهو في السياق، فأما أن يكون استغفر له بعد الموت فلا، فانقلب ذلك على الرواة، وبقي على انقلابه.
وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" ١٢/ ١٧ (٣٥١٨٣) طرفًا منه فقال: حدثنا أبو =

<<  <  ج: ص:  >  >>