للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو هريرة وأبو بريدة رضي الله عنهما: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة أتى قبر أُمِّه آمنة، فوقف عليه حتَّى حميت عليه الشمس؛ رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها، فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} الآية، فقام فبكى وأبكى من حوله ثم قال: "إني استأذنت ربي أن أزورها فأذن لي، واستأذنته أن استغفر لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت" (١)، فما رئي باكيًا


= أبو إسحاق عن ناجية، ولا نعلم أحدًا روى عن ناجية غير أبي إسحاق.
وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقيص" بأنه قد روى عنه أبو حسان الأعرج، ويونس ابن أبي إسحاق، وقد قال ابن معين فيه: صالح، وقال أبو حاتم: شيخ، قال: وقرأت في كتاب الصريفيني بخطه أنَّه أخرج له الحاكم في "المستدرك"، وابن حبان في "صحيحه"، ولم يذكره ابن عدي في "كامله".
قلت: وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" ٨/ ١٠٧ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووثقه العجلي ٢/ ٣٠٨، وقال الحافظ ابن حجر: ثقة.
لذا لم يرتض الحافظ في "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٣٣ قول البيهقي، فقال: ومدار كلام البيهقىِ على أنَّه ضعيف، ولا يتبين وجه ضعفه، وقد قال الرافعي: إنه حديث ثابت مشهور.
وأبو إسحاق مدلّس، ولكنه قد صرّح بالتحديث في بعض طرق الحديث المتقدمة، كما أن أحد الرواة عنه هو شعبة بن الحجاج، وقد صحّ أنَّه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وقتادة، وأبي إسحاق.
وأما تغيّر أبي إسحاق بآخره، فمندفع برواية سفيان الثوري عنه، لأنه من أثبت الناس فيه.
(١) حديث أبي هريرة أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٤/ ٥٦١ (١١٩١٨)، وأحمد في "المسند" ٢/ ٤٤١ (٩٦٨٨)، ومسلم في الجنائز، باب استئذان النبي - صلى الله عليه وسلم - (٩٧٦)، وأبو داود في الجنائز، باب في زيارة القبور (٣٢٣٤)، وابن ماجة =

<<  <  ج: ص:  >  >>