للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا أكذب نفسي، قال: ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس عن كلامنا أيها (١) الثلاثة.

قال: فجعلت أخرج إلى السوق فلا يكلمني أحد، وتنكّر لنا الناس، حتى ما هم بالذين نَعرِف، وتنكّرت لنا الحيطان، حتى ما هي بالحيطان التي نعرف، وتنكّرت لنا الأرض، حتى ما هي بالأرض التي نعرف، وكنت أقوى أصحابي (٢)، فكنت أخرج فأطوف بالأسواق، وآتي المسجد فأدخل، وآتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلّم عليه، وأقول: هل حرّك شفتيه بالسلام، فإذا قمت فأقبلت قِبَلَ صلاتي، نَظَر إليَّ بمؤخر عينيه، وإذا نظرتُ إليه أعرضَ عنّي، واستكان صاحباي، فجعلا يبكيان الليل والنهار، لا يُطْلعان رؤوسهما، فلما طال ذلك عليَّ من جفوة المسلمين مشيت حتى تسوَّرت جدار أبي قتادة وهو ابن عمّي وأحبُّ الناس إليَّ، فسلمت عليه، فوالله ما ردَّ عليّ السلام، فقلت له: يا أبا قتادة؛ أنشدك الله؛ هل تعلمنّ أني أحبُّ الله ورسوله؟ قال: فسكت، فعدت فناشدته فسكت، فعدت فناشدته فقال: الله ورسوله أعلم، ففاضت عيناي وتولّيت حتى تسوَّزت الجدار (٣)، فبينا أنا أطوف في السُّوق


= الواقدي، ولا أحد ممّن عدّ أهل بدر ..
ثم علّل بتعليل آخر تعقّبه عليه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٧/ ٣١١.
(١) في الأصل: أيتها، والتصويب من (ت).
(٢) في (ت): أقوى الناس.
(٣) في (ت): الجدران.

<<  <  ج: ص:  >  >>