للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا رجل نصراني نبطيّ من نبط الشام جاء بطعام له يبيعه يقول: من يدلُّ على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له إليّ، فأتاني، فدفع إليَّ كتابًا من ملك غسّان، فإذا فيه: أما بعد! فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك، ولست بدار مضيعةٍ ولا هوان، فالحق بنا نُواسِك فقلت: هذا أيضًا من البلاء والشرّ، فسجّرت التنور وأحرقته، فلما مضت أربعون ليلة، إذا رسولُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاني فقال: "اعتزل امرأتك فقلت: أُطلِّقها؟ قال: لا، ولكن لا تقربنّها، (وأرسل إلى صاحبيّ بمثل ذلك، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله تعالى في هذا الأمر) (١)، قال: فجاءت امرأة هلال - رضي الله عنه - فقالت: يا نبي الله! إن هلال بن أمية - رضي الله عنه - شيخ ضعيف (٢)، فهل تأذن في أن أخدمه؟ قال: "نعم، ولا يقربنّك"، قالت: يا نبي الله! والله ما به (٣) حركة لشيء، ما زال يبكي الليل والنهار، مذ كان من أمره ما كان، (قال: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في امرأتك، فقد أذن لامرأة هلال أن تخدمه، فقلت: لا أستأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وما يدريني ماذا يقول في إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب) (٤)، فلما


(١) ما بين القوسين ليست في "المصنّف"، "المسند"، وهي في "صحيح البخاري" من طريق الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب.
(٢) في المصنف: كبير ضعيف.
(٣) زيادة من المصنَّف لا يستقيم النصّ بدونها.
(٤) ما بين القوسين ليس في "المصنف" و"المسند"، وهو في "صحيح البخاري".

<<  <  ج: ص:  >  >>