للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأوحى الله تعالى إليه: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي: بعد اليوم. {إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} فأقبل نوح على عمل الفلك، ولهى عن قومه، وجعل يقطع الخشب، ويضرب الحديد، ويهيئ عدة الفلك (١) من القار وغيره، مما لا يصلحه إلَّا هو، وجعل قومه يمرّون به وهو في ذلك من عمله فيسخرون منه (٢)، ويقولون: يَا نوح، قد صرت نجّارا بعد النبوة. وأعقم الله أرحام النساء ثلاث سنين، فلا يولد لهم ولد (٣).

قال (٤): ويزعم أهل التوراة أن الله تعالى أمره أن يصنع الفلك (٥) من خشب السَّاج، وأن يصنعه أَزْوَر (٦) وأن يطليه القار (٧) من داخله وخارجه، وأن يجعل طوله ثمانين ذراعًا، وعرضه خمسين ذراعًا، وبابه في عرضه وطوله في السماء ثلاثين ذراعًا، الذراع (٨) إلى


(١) في (ن): صفة الفلك.
(٢) زاد الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٣١٢ ويستهزؤن به فيقول: {قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ}.
قال: ويقولون -فيما بلغني-: يَا نوح قد صِرْتَ نجارًا ..
(٣) في (ن): فلا يولد فيهم.
(٤) يعني: محمَّد بن إسحاق كما عند الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٣١٢.
(٥) ساقطة من (ن).
(٦) أي: مائلًا. انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١٣/ ٢٣٨ (زور)، "الصحاح" للجوهري (٦٧٣) (زور).
(٧) في (ن): بالقار.
(٨) في (ن): والذراع.

<<  <  ج: ص:  >  >>