للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما أهل الحقائق فإنهم قالوا -في وجه هذِه الآية-: إن (١) الهمّ همّان (٢):

همٌّ مقيم ثابت، وهو إذا كان معه عزم وعقد ونية ورضى، مثل: هم امرأة العزيز، والعبد مأخوذ به.

وهمٌّ عارض وارد وهو الخطرة (٣) والفكرة وحديث النفس، من غير اختيار ولا عزم، مثل هم يوسف عليه السلام والعبد غير مأخوذ بها (٤) ما لم


= العظيم" ٧/ ٢١٥٨، والبيهقي في شعب الإيمان, والفريابي وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٤٢ من طريق سماك عن عكرمة، عن ابن عباس.
وأخرج الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ١٤٣ - ١٤٥ نحوه عن سعيد بن جبير وأبي الهذيل والحسن وقتادة وعكرمة، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٤٢.
(١) من (ن).
(٢) قاله ثعلب، انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٥/ ٣٨٢ (همم)، وقاله أبو العباس أَحْمد بن يحيى كما في "الوسيط" للواحدي ٣/ ٦٠٨، "البسيط" له (١١٣ أ).
وانظر: "تفسير ابن حبيب" (١١٨ ب)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٠٣، "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ١٣٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ١٦٧ وعزاه للحسن، وحسنه.
وقد نبه ابن عطية إلى أن يوسف لم يكن نبيًّا في وقت هذِه النازلة؛ فإن ذلك لم يصح ولا تظاهرت به رواية؛ وإن كان ذلك فهو مؤمن قد أُتِيَ حكمًا وعلمًا، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته. ثم قال: وإن فرضناه نبيًّا -في ذلك الوقت- فلا يجوز عليه عندي إلَّا الهم الذي هو الخاطر، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حل التكة ونحو ذلك؛ لأن العصمة مع النبوة.
انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٧/ ٤٧٧.
(٣) في الأصل النظرة، والتصويب من (ن).
(٤) في (ك): به.

<<  <  ج: ص:  >  >>