للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الضحاك: كان الملك إذا أتى بسارق كشف عرقوبيه وسمل عينيه (١).

{إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} يعني؛ أن يوسف لم يكن ليتمكن من أخذ أخيه بنيامين من إخوته، وحبسه عنده في حكم الملك لولا ما كدنا له بلطفنا له حتَّى وجد السبيل إلى ذلك، وهو ما أجرى إلى ألسن (٢) إخوته أن جزاء السُّراق الاسترقاق، فأقروا به وأبدوا من أنفسهم الرضا بتسليم الأخ إليه. وكان ذلك مراد يوسف -عليه السلام- (٣).

{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} بالعلم كما رفعنا درجة يوسف على إخوته (٤).

{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} قال ابن عباس: يكون هذا أعلم من هذا، وهذا أعلم من هذا، والله -عَزَّ وَجَلَّ- فوق كل ذي علمٍ (٥)


(١) الَّذي أخرجه عنه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١٧٦: كان في دين ملكهم إذا أخذت السرقة من السارق أخذت ومثلها من ماله، فدفعت للمسروق. وانظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٢/ ٤٨٥ فقد أشار إلى قول الضحاك. وسمل العين: فَقْؤُها بحديدة محماة. انظر: "مختار الصحاح" للرازي (١٣٢) (سمل).
(٢) في (ن): السنة.
(٣) قاله الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٣٥٤.
وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٤٨٥: وهذا من الكيد المحبوب المراد، الَّذي يحبه الله ويرضاه لما فيه من الحكمة والمصلحة المطلوبة.
(٤) قاله ابن الأنباري كما في "البسيط" للواحدي (١٤١ أ)، وانظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٦٢.
(٥) في (ن)، (ك): فوق كل عالم.

<<  <  ج: ص:  >  >>