للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن علم بي فسوف يستنقذني! قال: فدخل يوسف فبكى، ثم توضأ وخرج. فقال بنيامين: أيها الملك إني أريد أن تضرب صواعك هذا فيخبرك بالحق، من الَّذي سرقه فجعله في رحلي؟ فنقره فقال: إن صواعي هذا غضبان وهو يقول: كيف تسألني من صاحبي وقد رأيت مع من كنت؟ قال: وكان بنو يعقوب إذا غضبوا لم يطاقوا فغضب روبيل، وقال: أيها الملك! والله لتتركنا أو لأصيحنّ صيحة لا يبقى بمصر امرأة حامل إلَّا ألقت ما في بطنها، وقامت كل شعرة في جسد روبيل فخرجت من ثيابه. وكان بنو يعقوب إذا غضب أحدهم فمسَّه الآخر ذهب غضبه. فقال يوسف لابن له (صغير يقال له افرائيم بالقبطية: قم) (١) إلى جنب روبيل فمسَّه، فمرَّ الغلام إلى جنبه فمسَّه فذهب غضبه (٢)، فقال لقد مسَّني يد من يد بني يعقوب. فقال يوسف: من يعقوب؟ فغضب روبيل، وقال: أيها الملك! لا تذكر يعقوب، فإنه إسرائيل (٣) الله، بن ذبيح الله بن خليل الرحمن. قال يوسف: ائتنا إن كنت صادقًا.

فلما احتبس يوسف أخاه وصار بحكم إخوته أولى به منهم، ورأوا أن لا سبيل لهم إلى تخليصه منه، فسألوه تخليته ببدل منهم يعطونه إياه.


(١) ما بين القوسين ساقطة من (ن).
(٢) في (ن): غيضه.
(٣) كذلك في "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ١/ ٣١١. وفي "جامع البيان" له ١٦/ ٢٠١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١٧٩: سري الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>