للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الكلبي (١): إنما قال ذلك حين حكى لإخوته أن مالك بن ذعر قال: إني وجدت غلامًا في بئر، من حاله كيت وكيت، فابتعته من قوم بكذا درهمًا. فقالوا: أيها الملك نحن بعنا ذلك الغلام منه. فغاظ يوسف ذلك وأمر بقتلهم، وذهبوا بهم ليقتلوا، فولى يهوذا وهو يقول: كان يعقوب يبكي ويحزن لفقد واحد منّا حتَّى كفّ بصره وكيف إذا أتاه قتل بنيه كلهم؟ ! ثم قالوا له: إن فعلت بنا ذلك فابعث بأمتعتنا إلى أبينا فإنّه بمكان كذا وكذا فذلك حين رحمهم وبكى، وقال لهم ذلك القول.

وقال بعضهم (٢): إنما قال ذلك حين قرأ كتاب أبيه إليه. وذلك أنَّه يعقوب لما قيل له: إن ابنك سرق كتب إليه: من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح بن إبراهيم خليل الله، أما بعد:

فإنا أهل بيت مُوكل بنا البلاء، فأما جدي فشُدَّت يداه ورجلاه ورمي به (٣) إلى النار ليحرق فنجَّاه الله، وجعل عليه النّار بردًا


(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٧٢، وفي "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٧٩، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وفي "بحر العلوم" ٢/ ١٧٥ بغير نسبة.
(٢) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١٢٦ ب).
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١٨٥ عن أبي روق، وذكره في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٥٦ وعزاه لابن أبي حاتم فقط. وحكاه في "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٧١ عن عبد الله بن يزيد بن أبي فروة.
ونقل بعضه القرطبي ٩/ ٢٥٦ وعزاه لابن عباس وأشار إليه في "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٧٩.
(٣) في (ن): وألقي، وفي (ك): ووضع في النار.

<<  <  ج: ص:  >  >>