للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسلامًا. وأمّا أبي فوضع السكين (١) على قفاه ليقتل ففداه الله، وأمَّا أنا فكان لي ابن، وكان أحبّ أولادي إليَّ، فذهب به إخوته إلى البرية، ثم أتوني بقميصه ملطخًا بالدم وقالوا: قد أكله الذئب. فذهبت عيناي، ثم كان لي ابن وكان أخاه من أمه وكنت أتسلى به، فذهبوا به، ثم رجعوا وقالوا: إنه سَرَق وإنّك حبسته لذلك. وإنّا أهل بيت لا نسرق ولا نلد سارقًا، فإن رددته إليَّ وإلا دعوت عليك دعوة تدرك السابع من ولدك. فلما قرأ يوسف الكتاب لم يتمالك البكاء (٢) وعيل صبره فقال لهم ذلك.

وقال بعضهم (٣): إنما قال ذلك حين سأل أخاه بنيامين هل لك ولد؟ قال: نعم، ثلاثة بنين. قال: فما سميتهم؟ قال: سميت الأكبر منهم يوسف. قال: ولِمَ؟ قال: محبة لك لأذكرك به.

قال: فما سميت الثاني؟ قال: ذئبًا. قال: ولمَ سميته بالذئب وهو سبعٌ عاقر؟ قال: لأذكرك به.

قال: فما سميت الثالث؟ قال: دمًا. قال: ولمَ؟ قال: لأذكرك به. فلما سمع يوسف هذِه المقالة خنقته العَبرة ولم يتمالك، فقال لإخوته لما دخلوا عليه: {هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ} إذ فرقتم بينهما وصنعتم ما صنعتم.


(١) في (ن)، (ك): فشدت يداه ورجلاه فوضع السكين.
(٢) زيادة، من (ن)، (ك).
(٣) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١٢٧ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>