للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الليل أعقبتها ملائكة النهار، والتعقيب: العود بعد البدء (١) قال الله -عز وجل-: {وَلَمْ يُعَقِّبْ} (٢).

وإنما ذكرها بلفظ جمع التأنيث، لأن واحدها معقب، وجمعه معقبة، ثم جمع المعقبة معقبات، وهي جمع الجمع، كما قيل: أبناواتُ سعدٍ، ورجالاتُ بكر (٣).

وقوله: {مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ} يعني: من قدام هذا المستخفي بالليل والسارب بالنهار. {وَمِنْ خَلْفِهِ} ومن وراء ظهره (٤).

قال ابن عباس: ملائكة يحفظونه من أمر الله من بين يديه ومن خلفه، وإذا جاء القدر خلّوا عنه (٥).

وروى حماد بن سلمة (٦)، عن عبد الحميد بن جعفر (٧)، عن كنانة (٨) العدوي قال: دخل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


(١) انظر: "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٣٨٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ٢٩١، "تهذيب اللغة" للأزهري ١/ ٢٧١ (عقب).
(٢) النمل: ١٠.
(٣) قاله الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٦٠، وانظر: "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٣٦٩.
(٤) قاله الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٧١.
(٥) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٣٢، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٧١، والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٩١.
(٦) ثقة، عابد، وتغير حفظه بأخرة.
(٧) عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري، صدوق، رمي بالقدر، وربما وهم.
(٨) في (ك): ابن كنانة.
وهو: كنانة بن نعيم العدوي، أبو بكر البصري، ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>