للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مَلِكِ النَّاسِ (٢)} (١) و {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ} (٢) ولم يقل: لمن المِلك اليوم. والمُلك: مصدر الملك (٣) لا غير. والمِلك يصلُح للمالك والمِلك، يقال: ملكَ الشيءَ يملُكُه مِلكًا فهو مالكٌ وملك. ومَلَكَه يملِكه مُلكًا، فهو ملك لا غير (٤).

وهما بعدُ لغتان فصيحتان صحيحتان، ومعناهما: الربّ؛ لأن العرب تقول: ربّ الدار والعبد والضيعة، بمعنى أنه مالكها، ولا يفرّقون بين قولهم: ربها ومالكها وملِكُها.

ومن أصحابنا من قال: إن المالِك والملِك هو القادِر على اختراع الأعيان من العدم إلى الوجودِ (٥)، ولا قادِرَ في (٦) الحقيقةِ على اختراعها إلا الله -عز وجل-.

كذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا مالك (٧) إلا الله -عز وجل- (٨).


(١) الناس: (٢).
(٢) غافر: (١٦).
(٣) في (ت): يملك.
(٤) يظهر أن قول أبي عبيد هذا في كتابه "القراءات"، وهو مفقود.
(٥) سبق التعليق على هذا القول عند تفسير لفظ الجلالة (الله) أثناء تفسير التسمية.
(٦) في (ت): على.
(٧) كُتبت في جميع النسخ (ملك). والتصويب من مصادر التخريج.
(٨) رواه البخاري كتاب الأدب، باب أبغض الأسماء إلى الله (٦٢٠٥، ٦٢٠٦)، ومسلم كتاب الأدب، باب تحريم التسمي بملك الأملاك (٢١٤٣)، وبملك الملوك، وأبو داود كتاب الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح (٤٩٦١)، والترمذي كتاب الأدب، باب ما يكره من الأسماء (٢٨٣٧) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك". زاد مسلم: " لا مالك إلا الله -عز وجل-".

<<  <  ج: ص:  >  >>