للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقال: ملك كل شيء، إنما يقال: ملك الناس. قالوا: ولا يكون مالكًا للشيء إلا وهو يملكه، وقد يكون ملك الشيء وهو لا يملكه، كقولهم: ملك العرب والعجم والروم.

وقالوا أيضًا: إن المالك يجمع الفعل والاسم (١).

وقال بعضهم: في {مَالِكِ} زيادة الحسنات، وتأوّل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات " (٢).

قال أبو عبيد: الذي نختار (٣) {مَالِكِ}؛ لأن الإسناد فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَثْبَتُ، ومن قرأ بها من أهل العلم أكثر، وهي مع هذا في المعنى أصحُّ؛ لقوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (٤) و {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} (٥)


(١) "البسيط " للواحدي ١/ ٣٠٩، "الوسيط " للواحدي ١/ ٦٧، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ٢٦، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٧٨، ٧٩)، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٥٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٢٢، "مفاتيح الغيب" للرازي ١/ ٢٣٨.
(٢) رواه الترمذي كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن ما له من الأجر (٢٩١٠)، والدارمي في "سننه" ٢/ ٤٢٩ كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن، من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه.
وذكره الألباني في "صحيح سنن الترمذي" ٣/ ٩ (٣٠٨٧) وفي "صحيح الجامع الصغير" ٥/ ٣٤٠ (٢٦٧٣).
(٣) في (ت): أختار.
(٤) طه: (١١٤)، المؤمنون: (١١٦).
(٥) الحشر: (٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>