للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الضحاك عنه: يقول كما أن العطشان إذا بسط كفيه إلى الماء لا ينفعه ما لم يقبضهما، ويغرف بها الماء، ولا يبلغ الماء فاه، ما دام باسطًا كفيه، كذلك الأصنام لا تملك لهم ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا (١).

قال أبو عبيدة (٢) والقتيبي (٣): يعني: إلا كباسط كفيه إلى الماء ليقبض على الماء، والعرب تضرب لمن يسعى فيما لا يدركه، وطلب ما لا يجده مثلًا بالقابض على الماء؛ لأن القابض على الماء لا شيء في يده. قال الضابئ بن الحارث البرجمي (٤):

فإني وإيَّاكم وشَوْقًا إليكم ... كقَابِضِ ماءٍ لم تَسُقْه أَنَامِلُه

وقال آخر (٥):

فأصْبَحتُ مِمَّا كَانَ بَيْنِي وبَيْنها ... من الوِدِّ مِثْلَ القَابِضِ المَاءِ بِاليَدِ


(١) لم أجده عند غير المصنف.
(٢) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٣٢٧، "البسيط" للواحدي (١٧٣ أ).
(٣) انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (٢٢٤).
(٤) هو ضابئ بن الحارث البرجمي، وانظر البيت في "مجاز القرآن" ١/ ٣٢٧، "تأويل مشكل القرآن" (ص ٢٢٤)، "معجم مقاييس اللغة" ٦/ ١٠٩، "تفسير جامع البيان" للطبري ١٦/ ٣٩٩.
(٥) البيت للأحوص بن محمد بن الأنصاري، وهو في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٣٣٧، "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٤٠٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>