للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شفة (١) البئر يمد يده إلى البئر، فلا يبلغ قعر البئر ولا يبلغ إلى الماء، والماء لا يَنْزُو ولا يرتفع إلى يده. كذلك لا ينفعهم ما كانوا يدعون من دون الله.

قال مجاهد: {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} يدعو الماء بلسانه، ويشير إليه بيده، فلا يأتيه أبدًا (٢).

قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: هذا مثل المشرك عبد مع الله غيره، فمثله كمثل الرجل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد، وهو يريد أن يتناوله فلا يقدر عليه (٣).

قال عطية (٤) عنه: يقول: مثل الأوثان التي يعبدون من دون الله كمثل رجل قد بلغه العطش حتى كربه الموت وكَفَّاه في الماء، قد وضعهما لا يبلغان فاه.


= ٤/ ٩٨. وحكاه عنه لواحدي في "البسيط" (١٧٢ أ)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٣١٧.
وهذا القول اختيار الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٦١. وهو تشبيه بمن يدعو الماء البعيد إلى نفسه والماء لا يستجيب.
(١) في (ك): شفير.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٠٠، وذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٤٨٦.
وهو اختيار الزجاج في "معاني القرآن" ٣/ ١٤٤. وعلى هذا القول: تشبيه بمن يدعو الماء البعيد من غير آلة.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٠٢.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>