للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدنيا (١)، فتضايقوا فيها، فآتني مثل كل شيء كانوا فيه من يوم خلقتها إلى أن انتهت الدنيا.

فيقول الله تعالى: لقد قصرت بك أمنيتك، ولقد سألت دون منزلتك، هذا لك مني وسألحقك بمنزلتي؛ لأنه ليس عطائي نكرًا ولا تصريدًا (٢).

قال: ثم يقول: اعرضوا على عبادي ما لم تبلغ أمانيهم، وما لم يخطر لهم على بال. فيعرضون عليهم حتى تقصر بهم أمانيهم التي في أنفسهم، فيكون فيما يعرضون عليهم براذين مقرنة، على كل أربعة منها سرير من ياقوتة واحدة، على كل سرير منها قُبّة من ذهب مُفَرغة (٣)، في كل قُبَّة منها فرش من فرش الجنة، مظاهرة في كل قبة منها جاريتان من الحور العين، على كل جارية منهن ثوبان من ثياب الجنة، وليس في الجنة لون إلا هو فيهما، ولا ريح طيب إلا وقد عبقتا به، ينفذ ضوء وجوههما غِلظ القبة، حتى يظن من يراهما أنهما من دون القبَّة، يُرى مخهما من فودتى سوقهما كالسلك الأبيض في ياقوتة حمراء، يريان له من الفضل على صاحبته كفضل الشمس على الحجارة أو أفضل، ويرى هو لهما مثل ذلك، ثم يدخل إليهما فيحييانه، ويقبِّلانه، ويعانقانه، ويقولان له: والله ما ظننا أن الله


(١) في (ن): في دنياهم.
(٢) التصريد: التقليل. انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (٣٧٤) (صرد).
(٣) في (ك): مفرقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>