للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فينيخونها (١) ويقولون: إنَّ ربنا أرسلنا (٢) إليكم، لتزوروه وتسلموا عليه. قال: فيركبونها وهي أسرع من الطائر، وأوطأ من الفَرَاش، نُجْبًا (٣) من غير مهنة، يسير الرجل إلى جنب أخيه وهو يكلمه ويناجيه لا يصيب أذن راحلة منها أذن صاحبتها، حتى إن الشجرة لتتنحى من طُرقهم لئلا يُفرق بين الرجل وأخيه، قال: فيأتون إلى الرحمن الرحيم، فيُسْفِر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه، فإذا رأوه قالوا: اللهم أنت السلام ومنك السلام، وحُقَّ لك الجلال والإكرام.

فيقول تبارك وتعالى عند ذلك: أنا السلام ومني السلام، وعليكم حَقَّتْ رحمتي ومحبتي، مرحبًا بعبادي الذين خَشَوني بغيب، وأطاعوا أمري.

قال: فيقولون: ربنا، إنا لم نعبدك حق عبادتك، ولم نقدرك حق قدرك، فأذن لنا في السجود قدامك.

قال: فيقول الله -عز وجل- إنها ليست بدار نصب ولا عبادة، ولكنها دار ملك ونعيم، وإني قد رفعت عنكم نصب العبادة، فسلوني ما شئتم، فإن لكل رجل منكم أمنيته.

فيسألونه حتى إن أقصرهم أمنية ليقول: رب، تنافس أهل الدنيا في


(١) في (ن): فيستيخوها.
(٢) في (ن): أرسلها.
(٣) النُّجب: هي الإبل العتاق التي يسابق عليها. انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (١٧٤) إنجب)، "مختار الصحاح" للرازي (٢٦٨) (نجب).

<<  <  ج: ص:  >  >>