للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبي أمية المخزومي، جلسوا خلف الكعبة ثم أرسلوا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاهم، فقال له عبد الله بن أبي أمية: إن سَرَّك أن نتبعك فسير لنا جبال مكة بالقرآن فأذهبها عنا حتى تنفسح فإنها أرض ضيقة، واجعل لنا فيها عيونًا وأنهارًا حتى نغرس ونزرع، فلست كما زعمت بأهون على ربك من داود، حيث سخَّر له الجبال تسبح معه، أو سخَّر لنا الريح فنركبها إلى الشام فنقضي عليها ميرتنا (١) وحوائجنا، ثم نرجع من يومنا، فقد كان سليمان سُخِّرت له الريح، وكما زعمت لنا، فلست بأهون على ربك (من سليمان بن داود، وأَحْي لنا جدك قصيًّا أو من شئت من موتانا، لنسأله أحق ما تقول أم باطل) (٢) وأن عيسى قد كان يحيي الموتى، ولست بأهون على الله منه. فأنزل الله عَز وَجلّ: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} (٣) فأُذْهِبَتْ عن وجه الأرض {أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ} أي: (شققت فجعلت أنهار وعيونًا) (٤) {أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى}.

واختلفوا في جواب (لو):


(١) ساقطة من (ك).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ن).
(٣) هذا السياق قاله نحوه السمرقندي في "بحر العلوم" ٢/ ١٩٣. وأخرج الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٤٧ - ٤٥٠ نحو هذا السبب في نزول الآية عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد. وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١١٧ - ١١٨، ونسبه الواحدي في "البسيط" (١٧٩ ب) للمفسرين.
(٤) أي شققت ... عيونًا: ساقطة من (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>