للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الحسن: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} يعني: أن آجال بني آدم في كتاب {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ} من جاء آجله فيذهب به {وَيُثْبِتُ} من لم يجئ أجله إلى أجله (١).

قال مجاهد: قالت قريش حين أنزل {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}: ما نراك يا محمد تملك من شيء، ولقد فرغ من الأمر. فأنزلت هذِه الآية؛ تخويفًا ووعيدًا لهم، إنا إن شئنا أحدثنا من أمرنا له ما شئنا، ونحدث في كل رمضان في ليلة القدر، فيمحو ويثبت ما يشاء من أرزاق الناس ومصائبهم، وما يعطيهم ويقسم لهم (٢).

قال محمد بن كعب القرظي: إذا ولد الإنسان أُثبت أجله ورزقه وإذا مات مُحي أجله ورزقه (٣).

وروي عن سعيد بن جبير أيضًا: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ} من ذنوب عباده فيغفرها، {وَيُثْبِتُ} ما يشاء تركها ولا يغفرها (٤).

قال عكرمة: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ} يعني: بالتوبة جميع الذنوب


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٨٦ - ٤٨٧، وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٢٩، وذكره النحاس في "معاني القرآن" ٣/ ٥٠٣. وانظر: "النكت والعيون" للماوردي ٣/ ١١٨.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٨٧، وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٢٢، وذكره عنه السمرقندي في "بحر العلوم" ٢/ ١٩٦.
(٣) لم أجده عند غير المصنف.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٨٧، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٣/ ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>