للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فوضعهما ثم رجع فاتبعته فقالت: إلى من تكلنا؟ فجعل لا يرد عليها شيئًا فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ فقال: نعم، فقالت: إذًا لا يضيعنا، فرجعت ومضى حتى إذا استوى على ثنية كداء (١) وأقبل على الوادي فقال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} الآية.

قال (٢): ومع الإنسانة شن (٣) فيها ماء فنفد الماء فعطشت فانقطع لبنها فعطش الصبي فنظرت أي الجبال أدنى إلى الأرض فصعدت الصفا وتسمعت هل تسمع صوتًا أو ترى إنسيًّا (٤) فلم تسمع شيئًا وانحدرت فلما أتت على الوادي سعت وما تريد السعي كالإنسان المجهود الذي يسعى وما يريد السعي، فنظرت أي الجبال أدنى إلى الأرض وصعدت المروة وتسمعت هل تسمع صوتًا أو ترى إنسيًّا


(١) أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب من أين يخرج من مكة (١٥٧٩)، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح من كداء أعلى مكة، وكذا من حديث عروة: قال الحافظ: بفتح الكاف والمد، وهذِه الثنية في التي ينزل منها إلى المعلى مقبرة أهل مكة وهي التي يقال لها الحجون، وكانت صعبة المرتقى فسهلها معاوية ثم عبد الله ثم المهدي، ثم سهل في عصرنا هذا منها سنة (٨١١ هـ) موضع ثم سهلت كلها في زمن سلطان مصر الملك المؤيد في حدود (٨٢٠ هـ) وكل عقبة في جبل أو طريق عال فيه تسمى ثنية، وكدا وكدى موضعان في أسفل مكة، تلخيص من "فتح الباري" ٤٣٨/ ٣، كتاب الحج.
(٢) يعني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فالحديث مروي عنه.
(٣) في (ز)، (م): شنة، قال الرازي، السنن والشنة القربة الخلق وجمع الشن, الشنان، "مختار الصحاح" للرازي (ص ٣٣٣).
(٤) في (ز): أنسًا وفي هامشها: أنيسًا، وكذلك في (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>