للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسمعت صوتًا فقالت كالإنسان الذي يكذب سمعه: صه (١) حتى استيقنت فقالت: قد أسمعتني صوتك فاغثني فقد هلكت وهلك من معي فإذا هو الملك فجاء بها حتى انتهى إلى موضع زمزم فضرب بقدمه ففارت عينا فعجلت الإنسانة فجعلت تفرغ في شنها (٢) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكانت زمزم عينًا معينًا"، وقال لها الملك: لا تخافي الظمأ على أهل هذا البلد فإنها عين يشرب منها (٣) ضيفان الله وقال: إن أبا هذا الغلام سيجيء فيبنيان لله تعالى بيتًا هذا موضعه، قال: ومرت رفقة من جرهم تريد الشام فرأوا الطير تحوم (٤) على الجبل فقالوا هذا (الطائر لعاكف) (٥) على الماء فأشرفوا فإذا هم بالإنسانة فأتوا هاجر وقالوا: إن شئت كنا معك وآنسناك والماء ماؤك فأذنت لهم فنزلوا معها وكانوا هناك حتى شب إسماعيل عليه السلام وماتت هاجر فتزوج إسماعيل من جرهم فاستأذن إبراهيم سارة في أن يأتي هاجر فأذنت


(١) قال الرازي في مادة (صه): صه مبني على السكون وهو اسم لفعل الأمر ومعناه: أسكت، وتقول للرجل إذا أسكته: صه "مختار الصحاح" (ص ٣٥٥)، وقال ابن منظور: صه كلمة زجر للسكوت، "لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٥١١، "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص ١١٦١).
(٢) في (م): شنتها.
(٣) سقط من (ز)، (م).
(٤) سقط من (م).
(٥) في (ز)، (م): الطير لعائف.

<<  <  ج: ص:  >  >>