للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال القتيبي: المقنع الذي يرفع رأسه، (يقبل بنظره (١) على) ما بين يديه، ومنه الإقناع (٢) في الصلاة، وقال الحسن: ووجوه الناس يوم القيامة إلى السماء لا ينظر أحد إلى أحد، وأصل الإقناع في كلام العرب: رفع الرأس، قال الشماخ:

يباكرن العضة بمقنعات ... نواجدهن كالحداء الوقيع (٣)

يعني برؤوس مرفوعًا إليها ليتناولها، وقال الراجز:

أنغض نحوي رأسه وأقنعا ... كأنما أبصر شيئًا أطمعا (٤)

{لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} لا ترجع إليهم أبصارهم من شدة النظر وهي شاخصة {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: خالية من كل خير، وقال مجاهد، ومرة وابن زيد: خربة متخرقة ليس فيها خير ولا


(١) في (ز): يقبل ببصره، وفي (م): يقلب ببصره.
(٢) قال الحافظ عبد الرزاق في "المصنف": باب التصويب في الركوع ولا يقنعه؟ فقال: لا, ولم يصوبه؟ فقال له إنسان: ما الإقناع؟ قال رفعه رأسه في الركوع "المصنف" ٢/ ١٥٣ - ١٥٤ (٢٨٧٠).
(٣) والبيت في ديوانه بلفظ: يبادرن، ويباكرن من البكور فالمعنى متقارب، والعضاه جمع عضة أو عضاهة، كل شجر يعظم وله شوك، وقد وصف الإبل الرافعة رءوسها إلى الأشجار لتناول أوراقها وقد شبه أسنانها بالفؤوس في الحدة، والشاهد من البيت كلمة: مقنعات، وفي (ز) وأحدهن بدل نواجدهن.
(٤) ومعنى البيت: أنه حرك رأسه إلى ورفعه كأنه يتأملني تأمل الطامع في شيء والشاهد فيه كلمة أقنع بمعنى رفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>