للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مستحبة في الصلاة وغير الصلاة، وهذا قول جماعة الفقهاء إلا مالكًا رحمه الله فإنه لا يتعوذ إلا في قيام رمضان واحتج بما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١) كان يفتتح الصلاة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وإنما تأويِل (٢) هذا الحديث أنه كان يفتتح القراءة في الصلاة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يدل عليه أن الصلاة تفتح بالتكبير بلا خلاف فبان أن الخبر متروك الظاهر، ويدل على صحة ما قلناه حديث جبير ابن مطعم (٣) - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فقال: "الله


(١) أخرجه البخاري في صحيحه عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون الصلاة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} كتاب الأذان، باب ما يقول بعد التكبير (٧٤٣)، وفي مسلم كتاب الصلاة، باب حجة من قال: لا تجهر بالبسملة (٣٩٩): عن أنس - رضي الله عنه - قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنه - فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
(٢) وقد فسرت الصلاة بالقراءة في قوله تعالى {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} كما أن الراوي نفسه فسر الحديث، وبقوله -عليه السلام-: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ... " الحديث متفق عليه، وبحديث عائشة رضي الله عنِها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} ... الحديث أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتح به وتختم به وصفة الركوع (٤٩٨)، وقوله -عليه السلام-: "مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم" أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه رحمهم الله.
(٣) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ذكر ما يتعوذ المرء به قبل ابتداء القراءة في صلاته ٥/ ٨٠ (١٧٨٠): أخبرنا أبو يعلى قال: أخبرنا أبو خيثمة قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل =

<<  <  ج: ص:  >  >>