للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تزال الخصومة بين الناس يوم القيامة حتى يخاصم الروح الجسد فيقول الروح: يا رب (الروح منك وأنت خلقته لم يكن في يد أبطش بها ولا رجل أمشي بها ولا عين أبصر بها) (١) ويقول الجسد: إنما خلقتني كالخشب (ليس في يد أبطش بها ولا عين أبصر بها ولا رجل أمشي بها) (٢) فجاء هذا كشعاع (النور فيه نطق) (٣) لساني وبه أبصرت عيني [وبطشت يدي] (٤) وبه مشت رجلي فجرد عليه العذاب قال: فيضرب الله -عز وجل- لهما (٥) مثل أعمى ومقعد دخلا حائطًا فيه ثمار فالأعمى لا ينظر الثمر، والمقعد، [يرى] (٦) ولا يناله فنادى (٧) المقعد الأعمى:


(١) في "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٤٨: لم يكن في أيد أبطش بها ولا رجل أمشي بها ولا أعين أبصر بها فنجني وعذبه. وزاد القرطبي: ولا أذن أسمع بها ولا عقل أعقل به، حتى جئت فدخلت في هذا الجسد فضعف عليه أنواع العذاب ونجني فيقول الجسد: رب أنت خلقتني بيدك فكنت كالخشبة ليس لى يد أبطش بها، ولا قدم أسعى به، ولا بصر أبصر به، ولا سمع أسمع به فجاء هذا ... فضعف عليه أنواع العذاب ونجني منه قال: فيضرب الله لهما مثلًا: أعمى ومقعدًا دخلًا بستانًا فيه ثمار فالأعمى لا يبصر الثمر والمقعد لا ينالها فنادى المقعد الأعمى: إيتني فاحملني آكل وأطعمك فدنا منه فحمله فأصابوا من الثمرة فعلى من يكون العذاب؟ قال: عليهما، قال: عليكما جميعًا العذاب، ذكره الثعلبي. "أحكام القرآن" ١٠/ ١٩٣.
(٢) في "معالم التنزيل" للبغوي: لم تبطش يدي ولم تمش رجلي ولم تبصر عيني.
(٣) في (ز): الشمس فيه انطلق.
(٤) زيادة من "معالم التنزيل" للبغوي وسقط من المخطوط.
(٥) سقط من (أ).
(٦) زيادة من "معالم التنزيل" للبغوي، وسقط من المخطوط أيضًا.
(٧) في "معالم التنزيل": فحمل الأعمى المقعد فأصابا من الثمر فعليهما العذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>