للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الله تعالى: قل (١) لهم فإن الجدار ديني، وإن القصر شريعتي، وإن النهر كتابي، وإن القيم نبيي، وإن الغراس هم، وإن الخروب الذي أطلع (من الغراس) (٢) أعمالهم الخبيثة، وإني قد قضيت عليهم قضاءهم على أنفسهم، وإنه مثل ضربه الله لهم يتقربون إِلَي بذبح البقر والغنم، وليس ينالني اللحم ولا آكله، ويدعون أن يتقربوا إِلَى بالتقوى والكف عن ذبح الأنفس التي حرمتها، فأيديهم مخضوبة منها، وثيابهم متزملة بدمائها، يشيدون لي البيوت مساجد، ويطهرون أجوافها، وينسجون قلوبهم وأجسادهم ويدنسونها (٣)، فأي حاجة لي إِلَى تشييد البيوت ولست أسكنها، وأي حاجة لي بتزويق المساجد ولست أدخلها، إنما أمرت برفعها لأذكر فيها وأسبح ولتكون (٤) معلمًا لمن أراد أن يصلي فيها، يقولون: لو كان الله تعالى يقدر على أن يجمع ألفتنا لجمعها، ولو كان الله تعالى يقدر على أن (يفقه قلوبنا لأفقهها) (٥)، فاعمد إِلَى عودين يابسين ثم ائت بهما (فِي ناديهم) (٦) فِي أجمع ما يكونون فقل للعودين: إن الله


(١) من (أ).
(٢) فِي (أ): الغرس.
(٣) زاد الطبري والبغوي: ويزوقون لي البيوت والمساجد ويزينونها ويخربون عقولهم وأحلامهم ويفسدونها.
(٤) فِي (أ): ويكون.
(٥) فِي (أ): تفقه قلوبنا لفقّهها.
(٦) فِي (ز): فإنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>