للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن البعير ربما (١) يذكر وطنه فينتابه (٢)، وإن الحمار ربما (٣) يذكر الأرى الذي شبع عليه فيراجعه، وإن الثور ربما (٤) يذكر المرج الذي يسمن فيه فينتابه، وإن هؤلاء القوم لا يدرون من حيث جاءهم الخير، وهم أولو الألباب والعقول، ليسوا ببقر ولا حمير، إنِّي ضارب لهم مثلًا فليستمعوه.

قل لهم كيف ترون فِي أرض (٥) كانت خرابًا (٦) زمانًا خربة مواتًا لا عمران فيها، وكان لها رب حكيم قوي فأقبل عليها بالعمارة وكره أن تخرب أرضه فأحاط عليها جدارًا وشيد فيها قصرًا وأنبط نهرًا، وصنف (٧) فيها غراسًا من الزيتون والرمان والنخيل والأعناب وألوان الثمار كلها، وولّى ذلك واستحفظه ذا رأي وهِمّة حفيظًا قويًا أمينًا فانتظرها، فلما أُطلعت جاء طلعها خروبًا، قالوا: بئست (٨) الأرض هذِه، نرى أن نهدم جدارها وقصرها، وندفن (٩) نهرها ونقبض قيّمها ونحرق غرسها حتَّى تصير كما كانت أول مرة خرابًا مواتًا لا عمران فيها.


(١) فِي النسخ: مما، والمثبت من "جامع البيان" للطبري.
(٢) فِي (أ): فينتابه.
(٣) فِي النسخ: مما، والمثبت من "جامع البيان" للطبري.
(٤) فِي النسخ: مما، والمثبت من "جامع البيان" للطبري.
(٥) فِي (أ): الأرض.
(٦) عند الطبري فِي "جامع البيان": خواء.
(٧) عند الطبري فِي "جامع البيان" ١٥/ ٢٥: صف.
(٨) فِي "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٧٨: بئست.
(٩) فِي (ز): ندمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>