للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلبث سبع عشرة سنة ثم قبض الله تعالى ملك بني إسرائيل صديقه، فمرج أمر بني إسرائيل وتنازعوا (١) وتنافسوا فِي (٢) الملك، حتَّى قتل بعضهم بعضًا، ونبيهم شعيا معهم (لا يذعنون إليه) (٣) ولا يقبلون منه، فلما فعلوا ذلك قال الله تعالى لشعيا عليه السلام: قم فِي قومك، أوح على لسانك، فلما قام النَّبِيّ عليه السلام أنطق الله لسانه بالوحي فقال: يَا سماء استمعي (٤) ويا أرض أنصتي، فإن الله تعالى يريد أن يقص شأن بني إسرائيل الذين رباهم بنعمته واصطنعهم لنفسه وخصهم بكرامته وفضلهم على كثير من عباده، واستقبلهم بالكرامة وهم كالغنم الضائعة التي لا راعي لها فآوى شاردها وجمع ضالتها وجبر كسيرها وداوى مريضها وأسمن مهزولها وحفظ سمينها، فلما فعل ذلك (تقاطعت وبغت) (٥) وبطرت، فتناطحت كباشها فقتل بعضها بعضًا، حتَّى لم يبق منها (٦) عظم صحيح يجبر إليه آخر كسير، فويل لهذِه الأمة الخاطئة الذين لا يدرون (من أين) (٧) جاءهم الخير (٨).


(١) من (أ).
(٢) من (ز).
(٣) فِي (أ): لا يرعون الله، وفي (ز): لا يرعون إليه، والمثبت من "جامع البيان" للطبري.
(٤) فِي (أ): اسمعي.
(٥) من (أ).
(٦) فِي (أ): منهم.
(٧) فِي (ز): أنى.
(٨) فِي "جامع البيان" للطبري، "معالم التنزيل" للبغوي: الحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>