للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ} الآيات (١)، فكانت الوقعة الأولى بختنصر وجنوده، ثم رد الله سبحانه لهم (٢) الكرة عليهم، وكانت الأخيرة خردوش وجنوده، فلم يقم لهم بعد ذلك راية، وانتقل الملك (في الشام) (٣) ونواحيها إلى الروم اليونانية إلا أن بقايا بني إسرائيل كثروا وانتشروا بعد ذلك، وكانت لهم الديانة والرياسة ببيت المقدس ونواحيها على غير وجه الملك، وكانوا في نعمة و (منعة وعزة) (٤) إلى أن بدلوا وأحدثوا الأحداث، واستحلوا المحارم وضيعوا الحدود، فسلط الله عليهم (ططوس بن إستيانوس) (٥) الرومي فأخرب بلادهم وطردهم عنها ونزع الله عز شأنه عنهم الملك والرياسة، وضرب عليهم الذل، وليسوا في أمة من الأمم إلا وعليهم الذل والصغار والجزية، والملك في غيرهم،


(١) تمام الآيات {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (٤) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (٦) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (٧) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (٨)}.
(٢) من (ز).
(٣) في (ز): بالشام.
(٤) في (ز): سعة.
(٥) في "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٧٦، ططيوس بن إسبيانوس، وفي "زاد المسير" لابن الجوزي ٥/ ١١: انطياخوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>