للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منهم وحافظك فلا تهبهم (١) وامض لما أمرت (٢) به من تبليغ الرسالة، قاله أكثر المفسرين (٣)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني أحاط (٤) علمه بهم فلا يخفى عليه منهم شيء.

وقال مقاتل والفراء (٥): {أَحَاطَ بِالنَّاسِ} يعني: أهل مكة أي (٦) أنها ستفتح لك {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قال قوم: هي رؤيا عين، وهي ما أري النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج من العجائب والآيات، فكان ذلك فتنة للناس، فقوم أنكروا وكذبوا، وقوم


(١) في (أ): فلا تهتمهم.
(٢) في (ز): أمرك.
(٣) قال الطبري رحمه الله في تفسير الآية: واذكر يا محمد إذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس قدرة، فهم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته، ونحن مانعوك فلا تتهيب منهم أحدا، وامض لما أمرناك به من تبليغ رسالتنا "جامع البيان" ١٥/ ١٠٩.
وأسند ابن أبي حاتم في تفسير الآية إلى مجاهد رحمه الله قال: فهم في قبضته، وإلي قتادة رحمه الله قال: أحاط بهم، فهو مانعك منهم وعاصمك حتى تبلغ رسالته. "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٣٣٥ (١٣٣٢٠ - ١٣٣٢١).
قال ابن الجوزي: فيه ثلاثة أقوال: أحدها: أحاط بعلمه بالناس، قاله أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، وبه قال الربيع بن أنس، وقال مقاتل: أحاط علمه بالناس، يعني أهل مكة أن يفتحها لرسوله - صلى الله عليه وسلم -. والثاني: أحاطت قدرته بالناس فهم في قبضته، قاله مجاهد. الثالث: حال بينك وبين الناس أن يقتلوك، لتبلغ رسالته، قاله الحسن وقتادة رحمهم الله. "زاد المسير" ٥/ ٥٢ - ٥٣.
(٤) في (ز): إحاطة.
(٥) "معاني القرآن" ٢/ ١٢٦.
(٦) من (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>