للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصنع به مثل ذلك، فقلت: (سبحان الله! ) (١) ما هذا؟ فقالا: انطلق، فانطلقت معهما، فأتينا على رجل مستلق على قفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلّوب (٢) من حديد وإذا هو يأخذ أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه (٣) إلى قفاه وعينه (٤) إلى قفاه، ومنخره (٥) إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ذلك، فما يفرغ حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود إليه، فقلت لهما: سبحان الله! ما هذا؟ فقالا لي: انطلق، فانطلقت معهما، فأتينا على بيت مبني مثل بناء التنور (٦)، أعلاه ضيق وأسفله واسع، يوقد فيه النار، فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء وعراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا (٧) فقلت لهما: ما هؤلاء؟ فقالا


= الحجر، فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع لي هذا حتى يلتئم رأسه ..
(١) من (أ) ليست في (ز)، ولا عند البخاري فيما ذكر.
(٢) قال القاضي عياض: كلوب وكلاليب -بفتح الكاف، واحد وجمع- هي الخطاطيف، ويقال: كلّاب أيضًا للواحد، وهي خشبة في رأسها عقافة حديد وقد تكون حديدًا كلها. "مشارق الأنوار" ١/ ٣٤٠.
(٣) فيشرشر شدقه أي: يقطعه شدقًا، والشدق: جانب الفم.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (٤/ ٤٠٠) (شرر).
(٤) في (أ): عينيه.
(٥) في (ز): منخريه، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١٢/ ٤٤٢: منخره، بالإفراد وهو المناسب، وفي رواية جرير: منخريه.
(٦) عند البخاري -برواية جرير- فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور.
(٧) ضوضوا: ضجوا وصاحوا، والمصدر منه الضوضاء، ضوضيت ضوضاة وضيضاء، والضأضأ، صوت الناس، وهو الضوضاء، ويقال: ضوضو -بلا =

<<  <  ج: ص:  >  >>